قصتان لهما العجب !
Posted by مازماك جديد النادي, سلايد, شعر 10:05 صقصتان .. لهما العجب !
اعتاد أن يسير وحيدا دون حراسة في المساء ليختلي بنفسه في أي مكان هادئ ليستريح ويصفو ذهنه كي يستطيع التفكير في مشاكل وشؤون من يهتم بهم، وفي مساء أحد الأيام كان يسير بجانب أحد معسكرات الجيش ولم يتعرف عليه أحد في الظلام خاصة وقد رفع ياقة المعطف وأنزل قبعته لأسفل، وقف يراقب مجموعة من الجنود يبنون متراساً من الخشب، وكانوا يكافحون لرفع جذع ثقيل من الخشب بينما وقف الضابط المشرف عليهم في أحد الجوانب ملقيا عليهم الأوامر:"هيا هيا .. ارفعوه الآن معا..." ، كان الجنود يلهثون من وطأة المجهود وكلما يرفعون الجذع يسقط منهم ، فكان الضابط يصرخ فيهم ليعيدوا المحاولة، وعندما رأى أمامه هذا المشهد تقدم مساعدا الجنود بكل قوته، حتى تم وضع الجذع ثم التفت للضابط المشرف، وسأله: "لماذا لاتساعد جنودك؟"، فأجاب الضابط :"لأننى ضابط" ، فكشف عن نفسه وقال"وأنا القائد العام للقوات المسلحة، وحينما تجد فى المرة القادمة جذعا ثقيلا على جنودك استدعنى كي أساعدهم "، لقد كان هذا الشخص هو: جورج واشنطن ..الرئيس الأول للولايات المتحدة !
في ظهر يوم السبت الموافق السادس من شهر سبتمبر عام 1999، وبينما يسير في موكب مهيب، يتقدمه الكثير من سيارات الحراسة والتشريفات، إذا بمواطن يقترب من سيارته كي يوصل له شكواه بعد أن ضاقت أمامه السبل، فقام حراسه بتصفية هذا المواطن فصار جثة هامدة، ورددت الأبواق الإعلامية المنافقة المملوكة للدولة حينها أن المواطن كان يحاول اغتيال فخامة الرئيس وأنه كان يحمل في يده مطواة، والبعض زعم أنها زجاجة ماء نار، وادعى غيرهم أن دوافع سياسية كانت هي التي تحركه، لكن الحقائق كانت أنه مواطن بسيط لم يكن إنساناً خطيراً أو له ملف سوابق سواء جنائية أو سياسية في أرشيف المباحث، قال بعض المطلعين على كواليس الواقعة حينها أن هناك دماء تناثرت على بدلة فخامة الرئيس ، فأسرعوا بإحضار بدلة أخرى، وقد تطوع أحد رجاله بإعطائه "كرافتته" وقد أحالت وزارة الداخلية 14 ضابطاً إلى المحاكمة التأديبية بتهم الإهمال والتقصير، لقد كان هذا الرئيس هو: محمد حسنى مبارك ــ الرئيس السابق لجمهورية مصر العربية والذي حكمها لأكثر من ثلاثين عاماً متواصلة!، وقد خلعه الشعب من منصبه رغم إصراره على البقاء، كما أنه كان يخطط لتوريث نجله "جمال" الحكم من بعده !
لا أعتقد أنه يمكنني أن أضيف أي كلمات أخرى، إذن فقد انتهى الحديث ، وإلى لقاء قريب ..
بقلم/ أحمد مصطفى الغـر
تقارير (१)
Posted by مازماك اخر الاخبار, جديد النادي, سلايد 2:43 صالسلام عليكم
السادة اعضاء النادي الثقافي
اهلا بكم ......
يسعدنا دائماً ان نكون مركز لانتشار الوعي الثقافي في مدينة ابوالمطامير
وحرصين كل الحرص علي ان تكون مدينة ابوالمطامير هي ملتقي الفكر والابداع
ومن هذا بدأنا في التفكير والسعي حول هذا المحور
لذا .... قمنا علي توسع رؤية النادي الثقافي
وقمنا بعمل بعض التعديلات التي كانت تمثل عائقا في انتشار النادي وتواصلة مع الناس
التعديلات كما جائت :ـ
الجزء الاول
1- النادي الثقافي هو ليس ميراث لاحد من أحد ولا يمكن السيطرة عليه والهيمنة عليه من قبل شخص او اشخاص بعينهم
2- النادي الثقافي هو جة ثقافية تهتم بالثقافة في شتي الاتجهات لانها تمثل حياتنا اليومية ليس فقط كلمات معسولة في الكتب والمكتبات
3- لا يقتصر النادي الثقافي علي نشاط بعينة انما نحن نهتم بجميع الانشطة الثقافية ( شعر - قصة - رواية - سناريو - رواية - تمثيل - اخراج -رسم - عزف - غناء - خطابة ....)
الجزء الثاني
تم اعادة هيكلة مجلس ادارة النادي وأضافة بعض اللجان الجديدة وتغير بعض الأفراد.... نظرا لتقصيرهم وبحثا منا عن التطوير لما يدور حولنا من محدثات تحتاج الي التغير والتطوير
أليكم هذا ..:ـ
1- عباس الدنيني .... مدير النادي الثقافي
2- مسعود العطار ..... نائب مدير النادي الثقافي
3- ربيع رمضان ...... مسؤول اللجنة الثقافية والمتحدث الرسمي بأسم النادي الثقافي
4- محمد فرغلي ..... مسؤول اللجنة الادبية
5- محمد طلحة ...... مسؤول اللجنة الفنية
6- احمد الصافي ...... مسؤول اللجنة الاعلامية
ونتمني من الجميع ان يكون يد عون لنا في اتمام هذا المشروع الذي لا يهدف الي كسب مادي او حتي كسب سلطة يستطيع من خلالها البعض تلبية رغباتة انما يهدف الي اقامة مدينة عنوانها الثقافة وباطنها الثقافة ...... والمساندة الحقيقة هي ان تسعي معنا في انتشار النادي الثقافي من خلال اصدقائك او حتي زملائك في العمل او في الجامعة او حتي في المدرسة .....
مدينتنا عنوانها ........ الدين لله والوطن للجميع والثقافة للصغير والكبير
تحياتي وخالص أحترامي للجميع
نائب مدير النادي الثقافي
متابعة : مسعود العطار
وحرصين كل الحرص علي ان تكون مدينة ابوالمطامير هي ملتقي الفكر والابداع
ومن هذا بدأنا في التفكير والسعي حول هذا المحور
لذا .... قمنا علي توسع رؤية النادي الثقافي
وقمنا بعمل بعض التعديلات التي كانت تمثل عائقا في انتشار النادي وتواصلة مع الناس
التعديلات كما جائت :ـ
الجزء الاول
1- النادي الثقافي هو ليس ميراث لاحد من أحد ولا يمكن السيطرة عليه والهيمنة عليه من قبل شخص او اشخاص بعينهم
2- النادي الثقافي هو جة ثقافية تهتم بالثقافة في شتي الاتجهات لانها تمثل حياتنا اليومية ليس فقط كلمات معسولة في الكتب والمكتبات
3- لا يقتصر النادي الثقافي علي نشاط بعينة انما نحن نهتم بجميع الانشطة الثقافية ( شعر - قصة - رواية - سناريو - رواية - تمثيل - اخراج -رسم - عزف - غناء - خطابة ....)
الجزء الثاني
تم اعادة هيكلة مجلس ادارة النادي وأضافة بعض اللجان الجديدة وتغير بعض الأفراد.... نظرا لتقصيرهم وبحثا منا عن التطوير لما يدور حولنا من محدثات تحتاج الي التغير والتطوير
أليكم هذا ..:ـ
1- عباس الدنيني .... مدير النادي الثقافي
2- مسعود العطار ..... نائب مدير النادي الثقافي
3- ربيع رمضان ...... مسؤول اللجنة الثقافية والمتحدث الرسمي بأسم النادي الثقافي
4- محمد فرغلي ..... مسؤول اللجنة الادبية
5- محمد طلحة ...... مسؤول اللجنة الفنية
6- احمد الصافي ...... مسؤول اللجنة الاعلامية
ونتمني من الجميع ان يكون يد عون لنا في اتمام هذا المشروع الذي لا يهدف الي كسب مادي او حتي كسب سلطة يستطيع من خلالها البعض تلبية رغباتة انما يهدف الي اقامة مدينة عنوانها الثقافة وباطنها الثقافة ...... والمساندة الحقيقة هي ان تسعي معنا في انتشار النادي الثقافي من خلال اصدقائك او حتي زملائك في العمل او في الجامعة او حتي في المدرسة .....
مدينتنا عنوانها ........ الدين لله والوطن للجميع والثقافة للصغير والكبير
تحياتي وخالص أحترامي للجميع
متابعة : مسعود العطار
هي الحقيقة !
Posted by مازماك جديد النادي, سلايد, شعر, للجنة التنمية البشرية 2:31 صلم تستطع مساحيقُ التجميلِ ... طمسَ وإخفاء َالحقائق... فالبصير يرى من خلف الناقذ
الشاعر : ماهر النادي
كلمة مسؤل اللجنة الاعلامية : احمد صافي
Posted by مازماك اخر الاخبار, سلايد 11:22 صولطالما وجدت فى كيان"النادى الثقافى"تلك النخبه التى بفخر اى منا بالعمل معها فيشرفنى تكليفى بتلك المهمه ،،..
فنحن فى "النادى الثقافى" نمد يدنا للجميع ونتبنى اهدافا على مدى بعيد واخرى على مدى قصير فى الطريق الى تحقيقها بخطوات جاده
ومن اولويات النادى ومن اهم معتقداته البحث عن المواهب وتنميتها ورعايتها حتى تخرج تللك المواهب للنور فتعود بالنفع على مدينتنا الكريمه
وكذلك تبنى مواقف واضحه وصارمه من اى رمز فاسد او يتجرأ على النهب او الفساد فتلك الممارسات لم يعد لها وجود فى "مصر الثوره"
وفى النهايه:كل الحب والتقدير لشهداء الثوره الابرار ...
والله الموفق ،،،،
أجتماع إداري
Posted by مازماك اخر الاخبار, ساحة الابداع, سلايد, سياسة, ندوات 10:49 صيتم التحضير لإجتماع يجمع كل من مدير النادي الثقافي الشاعر عباس الدنيني ونائب مدير النادي الثقافي مسعود العطار ومسؤلي اللجان بالنادي الثقافي
مسؤل اللجنة الادبية الاستاذ محمد حسن فرغلي
ومسؤل اللجنة الاعلامية الدكتور احمد صافي
قاسم ومسؤل اللجنة الفنية المطرب محمد طلحة
ومسؤل اللجنة الثقافية الاستاذ ربيع رمضان
وذلك يوم السبت الموافق २५ اغسطس २०१२ لمناقشة كافة المهام الادراية والجدول الزمني للنادي خلال الفترة المقبله
كلمات من ذهب
Posted by مازماك اللجنة الفنية, جديد النادي, سلايد, شعر 12:57 صمسؤل اللجنة الفنية
Posted by مازماك اخر الاخبار, اللجنة الفنية, سلايد 12:39 صتم تنصيب المطرب محمد طلحة مسؤلا للجنة الفنية وذلك لأنه يستحق الامر عن جدارة وانه كفيل بعمل كل ما هو لازم لهذه اللجنة والله الموفق ان شاء الله
عباس الدنــــــنــــي
انا الدليل .. محمد مهران
Posted by مازماك اللجنة الفنية, جديد النادي, شعر 12:24 صقصيدة أنا الدليل
رد علي محاكمة القرن
القاضي قال كلمة
مفيش دليل
لو الكلاب مكفهمش لحمنا
ونهشوا الأدلة
** أنا الدليل **
أنا دمعة أم محروقة
أنا لطمة خد
أنا الصراخ أيها القاضي العجوز
أنا العويل
أنا اللي بدمي محيت المستحيل
أنا العرق والدم اللي في الميدان
عمال يسيل
** أنا الدليل **
أنا الشباب
أنا الصمود في الأهرامات
أنا الستر اللي منقوش
علي كل باب
أنا خصمك أيها القاضي العجوز
يوم الحساب
**أنا الدليل**
أنا اللي اتغسلت بدموع العرب
لما بكوا
أنا دمعة في كل بيت علي أبويا وأمي
لما شكوا
أنا كلمة حلوه ف حكاوي الصغار
لما حكوا
** أنا الدليل **
أنا اللي أتفرم
بمدرعة و بدبابات
أنا أشلاء متقطعة
حلمت تتكفن بالعلم
والحلم ما كمل ساعات
أنا صرخة آه في الميدان
حكموا عليها بالسكات
أنا اللي قالوا عليا بعد حكمك
دمه رخيص الولد
يا ريت ما مات
** أنا الدليل **
للشاعر/ محمد مهران
ونهشوا الأدلة
** أنا الدليل **
أنا دمعة أم محروقة
أنا لطمة خد
أنا الصراخ أيها القاضي العجوز
أنا العويل
أنا اللي بدمي محيت المستحيل
أنا العرق والدم اللي في الميدان
عمال يسيل
** أنا الدليل **
أنا الشباب
أنا الصمود في الأهرامات
أنا الستر اللي منقوش
علي كل باب
أنا خصمك أيها القاضي العجوز
يوم الحساب
**أنا الدليل**
أنا اللي اتغسلت بدموع العرب
لما بكوا
أنا دمعة في كل بيت علي أبويا وأمي
لما شكوا
أنا كلمة حلوه ف حكاوي الصغار
لما حكوا
** أنا الدليل **
أنا اللي أتفرم
بمدرعة و بدبابات
أنا أشلاء متقطعة
حلمت تتكفن بالعلم
والحلم ما كمل ساعات
أنا صرخة آه في الميدان
حكموا عليها بالسكات
أنا اللي قالوا عليا بعد حكمك
دمه رخيص الولد
يا ريت ما مات
** أنا الدليل **
للشاعر/ محمد مهران
كلمات هادئة عن الثقافة والاعلام
Posted by مازماك اللجنة الثقافية, اللجنة الفنية, جديد النادي 12:18 صكلمات هادئة عن الثقافة والإعلام
علي الرغم من الفروق الواضحة بين الثقافة والإعلام، فقد تردد في الآونة الأخيرة عزم الدولة علي دمج الثقافة والإعلام في وزارة واحدة، مما دفع الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الي التحذير من ذلك أكثر من مرة، معبرا عن تخوف المثقفين من هذا الدمج الذي وصفه الوزير في أحد تصريحاته بأنه جمع بين ايقاعين مختلفين: إيقاع بطيء تمثله الثقافة، وإيقاع سريع يمثله الإعلام، وهو ما يجعل الجمع بينهما في ايقاع واحد في حكم المستحيل.
ولبيان هذه الفروق يتعين أن نبدأ بتعريف أ،ب الثقافة التي تنبع من المجتمع القومي والإنساني، وتعريف أ،ب الإعلام الذي يعكس أحداث المجتمع الآنية، كما يتعين أيضا الوقوف علي مشكلات وأهداف كل منهما ما بين التغيير والثبات، لأن ايجابيات كل منهما قد تتحول، بفعل هذا الدمج، الي سلبيات حين لا تتكامل مع ظروفها الموضوعية، حتي لو اتفقا في المنهج، لاختلاف الطبيعة والوظيفة والغاية بينهما، وهي في الثقافة تقديم الخدمة للشعب وإثارة القلق المخصب في نفسه، ولو بالخسارة، وليس التجارة والكسب في الأسواق، كما هو الحال في الإعلام.
وليس تقليلا من شأن الإعلام أن نخرج من المقارنة بين الثقافة والإعلام بتقدم الثقافة علي الإعلام، سواء كان إعلاما مطبوعا أو مذاعا أو رقميا، وإن كنا ندرك في الوقت نفسه أن الإعلام كمعبر مباشر عن النظام القائم يمكن أن يكون، بما يتدفق فيه من معلومات، رافدا جيدا لإعلاء الثقافة والعلم والمعرفة، والعمل علي نشرها علي أوسع نطاق، وبجهد أقل مما تحتاجه الثقافة في نشر أعمالها، دون أن يكون هذا الإعلام أو النشر علي حساب المحتوي والقيمة والحقيقة، أو يكون إحلالا محل الثقافة، أو فعلا من أفعال الهيمنة عليها.
وكما يعتبر إحلال الإعلام محل الثقافة خطلا، فإن إحلال الثقافة محل الإعلام لا يقل خطلا.
ولكن لتحقيق هذا الوضع الذي يتجاوب فيه الإعلام مع الثقافة، بأدواته الواسعة الانتشار التي لا تفرق بين المتلقين، لابد أن يكون الإعلام محايدا، وفي يد مثقفة متعاونة، تلتزم الحدود والمعالم، وتبحث دائما عن القيمة لا عن مجرد الذيوع، وعن المضمون الإنساني في شروطه العصرية، وليس علي الشكل الجمالي المرتبط عادة بالترفيه والتسلية، ولابد أن يعرف هذا الإعلام أيضا كيف يؤلف بين المتضادات، وكيف يربط بين الكيف والكم، ويخترق الحجب.
ذلك أنه من المسلم به أن الفن، إن لم يكن مصاغا صياغة متقنة، تتسق فيه الكلمات مع المعاني، فقد قيمته، وأساء الي متلقيه بدلا من أن يثري وجدانهم، لأن من يضحي بالقيمة الفنية في سبيل القيمة الفكرية فإنه يتنكر للقيمتين معا.
ومن يريد تطبيق هذا الكلام النظري فيمكن أن يعود الي الكتب والدوريات المحفوظة في المكتبة العربية، لكي يري ماذا صنعت الثقافة المصرية في مصر في الخمسينيات والستينيات لتجديد الإبداع والنقد والترجمة، وفي رعاية فنون العرض المسرحي المختلفة، وفي الأدب الشعبي، والفن التشكيلي، والآثار.
ففي كل هذا الانتاج الذي ارتقي لأعلي المستويات يتمثل عطاء الثقافة التي دافعت في أنضج صورها عن العدل والحرية والديمقراطية والتعددية والتسامح، حتي مكنتها من حصول نجيب محفوط في أواخر الثمانينيات علي جائزة نوبل.
وكانت تجارب الإعلام التي اجتمع فيها مع الثقافة في وزارة واحدة تجارب فاشلة، والتجارب الفاشلة لا تنسي ولا تعاد.
والسراج المضيء ليس بحاجة الي دليل، ولا يخفي علي أحد أن الثقافة قد تختلف مع النظام، وهذا موطن القوة فيها لا موطن الضعف، لأنها تتجاوز به كل الأوضاع، علي حين أن الإعلام لا يعرف هذا الاختلاف أو هذا التجاوز إلا في أضيق نطاق إن وجد.
أما اذا حدث دمج الإعلام في الثقافة، ونشأ التنافس أو التطاحن بينهما، تحت مظلة قيادة واحدة غالبا ما تكون قيادة محافظة، فإن الاعلام سيتغلب بالضرورة علي الثقافة ويلتهمها.
وهذا هو الخطر الداهم الذي يهدد الثقافة، ولا يجدي الاعلام كثيرا خضوع الثقافة له، اضافة إلي أن خسارة الثقافة لن يعوضها المكسب في الاعلام، الذي قد يسمح في وسائله بتقديم أعمال ثقافية ضعيفة، مادامت تتطابق مع السياسة العامة للاعلام.
ويتزايد خطر الاعلام بالطبع في ظل العولمة التي تقوم علي الدعاية السافرة للقوي الاحتكارية التي تقوم بتهميش الغالبية الفقيرة في صراعها غير المتكافيء مع من يملكون كل شيء، وهي نظرة طبقية تتعارض مع خصائص الثقافة العربية التي لا ينفصل فيها الهامش عن المتن، وقد يكون الهامش فيها أهم من المتن، ولاتنكر أن ينطق الفرفور أو المهرج بالحكمة الغائبة، وتحرص دائما علي ابراز التفرد في الشخصية والتباين بينها وبين غيرها، لا علي التلقين، وفرض النمطية، والصب في قالب واحد.
لهذا لابد أن تظل الثقافة بكل مؤسساتها مستقلة عن الإعلام، لها خططها الخاصة في الإنتاج والاستهلاك، اذا أردنا أن تبقي حاملة رسالتها كصناعة ثقيلة، ويبقي الإعلام أيضا مستقلا عن الثقافة، ينتفع كل منهما بالآخر في الإطار الطبيعي له، ويجري فيها التوسع علي المستويين الأفقي والرأسي، أو علي مستوي السطح بالنسبة للإعلام، والعمق بالنسبة للثقافة، بعيدا عن السعايات التي نعاني منها في كل موقع.
إننا في الثقافة التي نعتبرها حرفة التعساء ننزع للاستقصاء والتقييم والمراجعة، ونتحرك في الماضي والحاضر والمستقبل، ونفتح النوافذ علي الثقافات الأجنبية بالترجمة والدراسة ودوائر المعارف، لكي يزدهر الفكر الإنساني، وتتوطد العلاقات بين الشعوب، بينما الإعلام يتحرك في الحاضر فقط، ويتعصب للقطرية والشئون الداخلية، ولا يعبأ بغيرها إلا علي سبيل الخبر أو النبأ الذي يلبي لهفة المتلقين، خاصة اذا كانت أحداثه لايمكن تجاهلها.
والثقافة هي التي تسجل عصور التاريخ، وهي التي تشكل الحضارة، وليس الإعلام.
والحق أنه من الصعب جدا حصر الفروق بين الثقافة والإعلام، وكل ما يمكن أن يقال إن عالم كل منهما مغاير للآخر، وان كان لكل دوره الحضاري الذي لا ينكر، ونموه وازدهاره رهن بخصائصه.
وعلينا أن نحافظ علي هذه الخصائص حتي ينمو كل منهما ويزدهر في سياقه الصحيح.
لقد كانت وزارة الثقافة التي نشأت بأنبه العقول في 1957 هي الأولي في الوطن العربي، والثامنة علي مستوي العالم.
وخلال هذا التاريخ الذي يتعدي نصف قرن ارتفعت أبنية قومية عالية، نهضت بالثقافة والوطن والإنسان، لم تعرفها مصر من قبل في تاريخها الطويل، غرست فيها أشجار باسقة، ونضجت ثمار، وأقيمت صروح رائدة، انتصر بها الجديد في الآداب والفنون علي القديم، سواء في الشكل أو المضمون.
والتخلي عن هذه الانجازات الثقافية، أو العدول عن مسيرتها، خسارة فادحة لمكانة مصر ودورها الحضاري، أرجو ألا يتورط فيها أحد.